قليلاً من بوحي .. وقليلاً من حلمي .. وقليلاً من جرحي ويأسي .. بإختصار .. قليلاً (( مـــنــــي ))

30‏/4‏/2008

حب من طرف واحد ..!




بدأت القصه حين ضاق بي الفضاء وقررت التجول قليلاً فأخذت العربه في جولة عبر شوارع القاهرة لأصفّي ذهني المشوّش ..
كنت أسير بكل بساطه ..
ولكن أقود بسرعة جنونيه ..
ولا أرى الطريق ..
والأفكار المجنونة لا تدفعني سوى للتفكير فيك ..
عيناي لاتبصر في الحياة إلا عيناك ..
أراهما أمامي في كل الإتجاهات ..
كل المرايا في كل الزوايا تجاهلتها ..
لأحدق في الطريق المعبّد وعيناك أمامي على طول المدى ..
حينها كنت أتسائل أين هما عني ..؟
في تلك اللحظة بالذات شردت لأتخيلك أنت أمامي فأين أنت مني .؟
يال وفاء قلبي لنكران قلبك ..!
يال صبر نفسي على بعدك ..!
رأيتك تتجسد كـالسراب كواحة ماء عذب لتائه بالصحراء ..
وكلما إقتربت منك إبتعدت أنت عني أكثر وأكثر ..
كلما تقرّبت منك يصبح بعد المسافة بيننا أكبر وأكبر ..
وفي تلك اللحظات بالذات زدت السرعه نحو 140 وصافرة العربه تأن بقلبي -لا بسمعي- من الألم لأنك لازلت تبتعد بطيفك وخيالك عن مرأي العين ..
وفي تلك الثواني المعدوده بل في تلك اللحظات المحدوده ..
لا أدري مالذي حدث فقد غشت عيناي سحابة من الدموع منعت عني الرؤويه ..
ليزداد قهري قهر و وجعي وجع وتختفي أنت أكثر والأمل يخبو بداخلي بل ينقطع ..
وبحركة هوجاء وبكل عصبيه مسحت الدموع المتلاحقة التي بللت وجهي الحزين بكفي بكل قسوة ..
لأدرك أنني سأصطدم بشاحنة من النوع الكبير ..
أدرت عجلة القياده بسرعه وتهور لأتفاجأ بأنني سأصطدم بأخرى ..
تداركت المقود بين يدي وحاولت أن أتمالك اعصابي ..
ومرّت الثانيه بسلام لتصعقني شاحنة الثالثه التي كادت تدكّني أنا والعربه دكاً تحت عجلاتها ولا أدري كيف مررت بأعجوبه وتمكّنت من النجاة ..
لأفيق والعربه معلّقه بين السماء والارض بعد إصطدامها بالرصيف وأنا بداخلها أتسائل ...؟؟
أسألقى حتفي بسببك أنت وعيناك ..!!
أين أنا وأين سياخذني جنوني بك ..؟
مالذي حدث وكيف حدث هروبي إليك بعد أن كان منك ..؟
كل هذا وأنا بداخل العربه المتوسدة قارعة الطريق تنام على جنبها الأيسر معلقة جنبها الآخر فوق الرصيف ..
ومقدّمتها موجهة نحو السماء وكأنها تريد أخذ روحي إلى السماء لتريحني هي الأخرى من همي وعذابي .. ..
تجمهر الطيّبون ليروا مالحق بفتاة سجنها وهمها وخيبتها بابٌ موصد ..
باب مغلق رغماً عنها عليها وعلى أحلامها الحمقاء ..
وأملها المستحيل ورجائها المؤود كانا سبباً فيما أوقعت نفسها فيه ..
تكاتف الرجال وأعادوا العربه على عجلاتها الأربع وتجمعوا ليخرجوا ماتبقى من شتات نفسي المذهوله أو بالأصح المقتوله ..
وسؤال ملهوف من أشخاص مجهولون (( إنتي بخير يابنتي .؟ ))
تمالكت الدموع دون أن أقوى على أن أتمالك الوقوف ..
إستندت إلى مؤخرة أحدى العربات اللواتي توقفن لدى حدوث تلك الحادثة ..
وصوت ضابط المرور يزمجر في أذني ..
كما يزمجر إنهياري بوجهي يردعني لأتوقف عن حب من طرف واحد سيرديني قتيلة بقارعة إحدى الطرق ..
فيعود صوت الرجل الواقف بقربي يزمجر لينتشلني من صمتي وذهولي : (( مين صاحب العربيه دي ..؟ ))
فأشرت إليه بصمت آخر بأنني أنا الرعناء التي تلاعبت بأرواح الناس وكدت أضيع وآخذ معي آخرون وأسحق أحلامهم لأجل عيناي أحلامي البلهاء ..
ربما رأى في عيني أنهزامي ..؟
ربما شاهد في قوتي المصطنعة شدة الآلآمي ..؟
لا أدري ولكنه ترفّق بحالي ..
شهق قلبي شهقة ذهول يشوبها الغضب حتى الغريب ترفّق بحالي ..!
أفيقي يافتاة فقلبك معلق بأملٍ واهٍ محبوبك الغالي لن يلتفت إليكِ لن يحبك يوماً ..
سيظل قلبك مشغول به وهو لم يفطن لوجودك من الأساس أفيقي من سباتك المخّتل وإنتبهي لما كدت تصنعين بنفسك ..!
أعادني صوت الضابط إلى الواقع فـ طلب مني أن أهدأ وأتصل بأحد يأتي ليقلّني لأنني في حالتي تلك لن أستطيع القيادة ..
وكعادتي تصنعت الصلابه وتقلّدت دور البطوله وبدأت بتمثيل دور المتماسكه الحازمه وطلبت منه فقط أن يطمأنني على حالة العربه وإذا كان بإمكاني قيادتها ..؟
وقد كان ورغم حدوث الكثير من الأضرار بها إلا أنني أصرّيت على قيادتها إلى باب البيت ..
لتلفظ أنفاسها الأخيره أمام المبنى ..
كما لفظ حبي المبتور آخر أنفاسه الخبيثه من صدري ..
وأدركت أنني يجب حينها وفي ذات اللحظه أن أوقف هذه المهزلة التي تلاعبت بحياتي في لحظات مشؤومة ..
فكرت بقلب أمي وكيف كان سينفطر عليّ حزناً إن حدث لي مكروه ..
أقسمت على أن أقتل قلبي إن كان سبباً في إيلام أحبتي يوماً ..
ترجّلت من عربتي بعد أن أنهيت بيني وبين نفسي كما بدأت قصتي ..
وتركت خلفي عربه تحمل بدلاً عني آثار الحب من طرف واحد بدلاً من أن أحمل الجروح والآثار أنا في روحي ..!